کد مطلب:239547 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:135

الامام یدرک أهداف المأمون من عرض الخلافة
و لعلنا نستطیع أن نجد فیما قدمناه فی هذا الكتاب ما یفسر لنا موقف الامام (ع) من المأمون .. ذلك الموقف الذی لم یكن یتسم بالمهادنة، أو الموافقة أصلا . بل كان قاسیا و عنیفا فی مقابل عرض المأمون للخلافة علیه، كما ألمحنا الیه فی باب : « عرض الخلافة، و رفض الامام ».

و ما ذلك .. الا لأنه كان یعلم أنها لعبة خطیرة، تحمل فی طیاتها الكثیر من المشاكل و الأخطار، سواء بالنسبة الیه (ع)، أو بالنسبة الی العلویین، أو بالنسبة الی الامة بأسرها ..

و لقد كان (ع) یدرك : أن المأمون كان یرمی من وراء هذا العرض الی أن یعرف حقیقة نوایا الامام (ع)، و یستظهر دخیلة نفسه، حتی اذا ما رآه راغبا فیها رغبة حقیقیة، سقاه الكأس، التی سقاها من قبل لمحمد بن محمد بن یحیی بن زید ، صاحب أبی السرایا ، و من بعد لمحمد بن جعفر، و طاهر بن الحسین، و غیرهم، و غیرهم.. و انه كان یرید أن یجعل ذلك ذریعة لفرض ولایة العهد، و تمهیدا لاجباره علی قبولها؛ لأن ما یحقق له مآربه، و یوصله الی غایاته، التی تحدثنا عن جانب منها فی فصل : ظروف البیعة .. هو قبول الامام لولایة العهد، لا الخلافة .. كما أن هذا هو الذی یمكن أن یكون ممهدا لتنفیذ الجزء التالی من خطته، ألا و هو القضاء علی العلویین بالقضاء علی أعظم شخصیة فیهم.

و من ثم .. و بعد كل ما تقدم .. تكون النتیجة هی : أن المأمون لم یكن جادا فی عرضه للخلافة، و انما فقط كان جادا فی عرضه لولایة العهد ..



[ صفحه 292]